شهدت أسواق الذهب والفضة العالمية والمحلية خلال الأيام الأخيرة تصحيحًا سعريًا قويًا طال انتظاره، بعد موجة مكاسب استثنائية استمرت تسعة أسابيع متتالية، مدفوعة بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي وتراجع الطلب الفعلي على الذهب في الأسواق الآسيوية الكبرى، لا سيما بعد انتهاء موسم ديوالي في الهند، الذي يُعد من أبرز مواسم شراء الذهب عالميًا.
لمتابعة آخر أخبار الذهب والتحليلات اليومية للأسعار يمكنك زيارة قسم المعادن الثمينة على موقع اقتصاد
وجاء هذا التراجع في ظل تحسن المعنويات في الأسواق العالمية بعد مؤشرات إيجابية حول العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما دفع المستثمرين إلى جني الأرباح بعد سلسلة طويلة من المكاسب التي حققتها المعادن الثمينة، وعلى رأسها الذهب والفضة.
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب تراجعت بشكل ملحوظ خلال تعاملات اليوم، حيث فقد جرام الذهب عيار 21 نحو 120 جنيهًا ليسجل 5470 جنيهًا، بينما هبطت الأوقية عالميًا بقيمة 92 دولارًا لتصل إلى 4018 دولارًا للأوقية.
وأوضح أن هذا التراجع يأتي استكمالًا للهبوط الذي شهدته الأسواق المحلية أمس، إذ فقد جرام الذهب عيار 21 نحو 285 جنيهًا بعدما بدأ التداول عند 5875 جنيهًا وأغلق عند 5590 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية عالميًا من 4348 دولارًا إلى 4110 دولارات، أي بانخفاض قدره 238 دولارًا.
وسجّل الذهب أعلى مستوى تاريخي عند 4381 دولارًا للأوقية في بداية الأسبوع، قبل أن يتراجع بنسبة 6.3% في جلسة الثلاثاء إلى 4082 دولارًا، وهو أكبر انخفاض يومي منذ عام 2013. كما انخفضت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 5.7% لتصل إلى 4088 دولارًا للأوقية، بينما لحقت المعادن الأخرى بالهبوط، إذ تراجعت الفضة بنسبة 7% والبلاتين بنحو 5% خلال الجلسة ذاتها.
تصحيح سعري طبيعي وإعادة توازن للأسواق
أكد إمبابي أن هذا الهبوط الحاد يُعد تصحيحًا طبيعيًا وصحيًا بعد ارتفاعات قياسية، حيث صعدت أسعار الذهب بنسبة تجاوزت 31%، والفضة بنحو 45% خلال فترة وجيزة. وأشار إلى أن السوق كان بحاجة إلى استراحة سعرية لإعادة التوازن، خصوصًا بعد فشل الذهب في اختراق مستوى المقاومة 4380 دولارًا للأوقية، ما دفع المستثمرين إلى تحويل استراتيجيتهم من السعي وراء المكاسب إلى حماية الأرباح، في ظل صعود الدولار الأمريكي وعودة شهيّة المخاطرة في أسواق الأسهم.
التصحيح لا يعني نهاية الاتجاه الصاعد
واختتم التقرير بالتأكيد على أن التصحيح الحالي لا يمثل نهاية الاتجاه الصاعد للذهب، بل هو مرحلة ضرورية في دورة السوق، خاصة مع استمرار عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، حيث يظل الذهب أداة تحوّط رئيسية للمستثمرين ضد التضخم والتقلبات الجيوسياسية.