ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة بعد يوم من انخفاضها بنسبة تقريبية 5% إلى أدنى مستوى لها في أربعة أشهر، نتيجة لتصاعد المخاوف من زيادة الإمدادات من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وتباطؤ الطلب.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة تقارب 3.93%، أو 3.04 دولار، لتصل إلى 80.46 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:49 بتوقيت جرينتش. وشهد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعًا جديدًا، حيث بلغ 75.70 دولار، بزيادة قدرها 3.84%.
تكبد الخامان القياسيان خسائر تقريبية بنسبة سدس قيمتهما خلال الأربعة أسابيع الماضية، ويشير التوجه الحالي إلى تسجيل الأسبوع الرابع على التوالي من الخسائر.
رغم تفاؤل الطلب، إلا أن انخفاض أسعار النفط يُنسب جزئيًا إلى الإمدادات غير الأساسية لأوبك التي كانت أقوى من التوقعات وعوضت جزئيًا عن خفض إنتاج أوبك.
على صعيد الأسباب الرئيسية لانخفاض أسعار النفط هذا الأسبوع، يأتي في المقام الأول الارتفاع الكبير في مخزونات الخام الأمريكية واستمرار الإنتاج على مستويات قياسية، إلى جانب التراجع المستمر في الطلب في الصين.
رغم ذلك، قد يكون هبوط أسعار النفط المفاجئ يوم الخميس دفعة لتساؤلات حول مدى مبالغة عمليات البيع، خاصة في ظل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، والتي قد تؤثر على إمدادات النفط، بالإضافة إلى التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على إيران بسبب دعمها لحركة “حماس” الفلسطينية.
في هذا السياق، شهدت المعنويات السلبية يوم الخميس زيادة عدد الأميركيين الذين قدموا طلبات للحصول على إعانات البطالة، إلى جانب الانكماش الطفيف في أرقام الإنتاج الصناعي.
ومع انخفاض سعر برنت عن 80 دولارًا للبرميل، يتوقع العديد من المحللين الآن أن تقوم أوبك+، وخاصة السعودية وروسيا، بتمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية حتى عام 2024.
محللون من آي.إن.جي أكدوا أن الميزان النفطي للفترة المتبقية من العام ليس قويًا كما كان متوقعًا في البداية، وفي ظل الظروف الحالية، من المتوقع عودة السوق إلى التخمة في الربع الأول من عام 2024.